اسباب النصر

موضوع: اسباب النصر الإثنين أبريل 25, 2011 8:17 am

اسباب النصر
يقول سيد قطب، رحمه الله:

(والجواب أن حكمة الله في هذا هي العليا، وأن لله الحجة البالغة، والذي ندركه نحن البشر من تلك الحكمة ويظهر لعقولنا ومداركنا من تجاربنا ومعارفنا أن الله سبحانه لم يرد أن يكون حملة دعوته وحماتها من التنابلة الكسالي، الذين يجلسون في استرخاء، ثم يتنزل عليهم نصره سهلاً هيناً بلا عناء، لمجرد أنهم يقيمون الصلاة، ويرتلون القرآن، ويتوجهون إلي الله بالدعاء كلما مسهم الأذي، ووقع عليهم الاعتداء!

نعم إنهم يجب أن يقيموا الصلاة، وأن يرتلوا القرآن، وأن يتوجهوا إلي الله بالدعاء في السراء والضراء، ولكن هذه العبادة وحدها، لا تؤهلهم لحمل دعوة الله وحمايتها، إنما هي الزاد الذي يتزودونه للمعركة، والذخيرة التي يدخرونها للموقعة، والسلاح الذي يطمئنون إليه، وهم يواجهون الباطل بمثل سلاحه، ويزيدون عنه سلاح التقوي والإيمان والاتصال بالله تعالي.

لقد شاء الله تعالي أن يجعل دفاعه عن الذين آمنوا – يتم عن طريقهم هم أنفسهم؛ كي يتم نضجهم هم في أثناء المعركة، فالبنية الإنسانية لا تستيقظ كل الطاقات المذخورة فيها كما تستيقظ وهي تواجه الخطر، وهي تدفع وتدافع، وهي تستجمع كل قوتها؛ لتواجه القوة المهاجمة.

عندئذ تتحفز كل خلية بكل ما أودع الله فيها من استعداد لتؤدي دورها ولتتساند مع الخلايا الأخري في العمليات المشتركة، ولتؤتي أقصي ما تملكه، وتبذل آخر ما تنطوي عليه، وتصل إلي أكمل ما هو مقدور لها، وما هي مهيأة له من الكمال.

والأمة التي تقوم علي دعوة الله في حاجة إلي استيقاظ كل خلاياها. واحتشاد كل قواها، وتحفز كل استعدادها، وتجمع كل طاقاتها كي يتم اكتمال نموها، ويكمل نضجها. وتتيهيأ بذلك لحمل الأمانة الضخمة والقيام عليها)

وكثيرا ما يقف الدعاة والمجاهدون وهم في منتصف الطريق، يتساءلون هن نصر الله عزوجل، وقد قد يخوضون المعارك ويقدمون التضحيات، ويبذلون الدماء والأرواح والمهج، فيستبطئون النصر، ويقفون أمام قول الله عز وجل "إن الله يدافع عن الذين آمنوا.." وقوله تعالي: "ولينصرن الله من ينصره".

ويجيبنا سيد رحمه الله علي هذه التساؤلات بقوله: (والنصر قد يبطئ علي الذين ظلموا، وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله، فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله تعالي.

يتبع بإذن الله